السلام عليكم أنا فتاة في منتصف الثلاثينيات، وكنت أعمل في وظائف من الصباح للمساء علي مدى السنوات الماضية، ولكن الآن أعمل من البيت، وأنا ابنة وحيدة. أحس أن أمي وأبي لا يطيقان وجودي في البيت، ولا يطيقان لي أي رأي أو تصرف، وأن وجودي في البيت أًصبح ثقيلا عليهما، وخصوصًا أبي، طوال الوقت تأكيد علي أني شيء إضافي وأن أهميتي لا تزيد عن أهمية خادمة.
حين أشير لبيتنا مرة علي أنه بيتي في أي جملة، يقول لي “لا ليس بيتك”، أو لما أحاول تجديد أي شيء في البيت أو تغيير نظام أي شيء، يقول لي “لما يكون لك بيت إعملي اللي يعجبك”، معظم حواراتي مع أي منهما خاصة أبي ـ تنقلب لمشادات وزعل لدرجة أني صرت أتجنب الخروج من غرفتي إلي أي مكان هما موجودان فيه.
أنا ليس لي أي صديقات ولا أي أحد يهمه أمري، والطريف أن أبي كان يعايرني بذلك في إحدى المرات، مع أن لهما يد في هذا، فمنذ صغري ممنوع زيارة أي زميلة لي وإذا حدث وجاءت زميلاتي تجلس معنا أمي طوال الوقت أو لو تحدثت زميلة هاتفيا لتستأذن في أن تأتي، يقال لي أن أعتذر لها.
رد الأخصائية الإجتماعية :
حبيبتي في نبرة صوتك وكلامك ضيق شديد وكأبة ومرارة ، فمن منا يولد بلا عقد أو مشاكل ، من منا يعيش الحياة بلا عقد أو مشاكل وتهنأ له الدنيا خالصة من كل الشوائب ، كلنا نتعرض في مسيرة حياتنا للعديد من المنغصات
سواء من الأهل أو الأقارب أو زملاء العمل أو حتي من نتعامل معهم في حياتنا اليومية .
لكن إذا توقفنا أمام هذه المنغصات بالنقد والتحليل وغير ذلك فلن نتقدم بالحياة وسنظل نصنع من تأخرنا وإكتئابنا شماعات نعلق عليها لماذا وصلنا إلي هذه الحالة ؟
كل ما أقوله لك إنني لا أعرف أهلك ولا أعرف لماذا يفعلون معك كل ذلك ، لكن المؤكد وما يجب أن تؤمني به وتتصرفي معهم علي أساسه هو أنهم أهلك الذين يحبونك ويتمنون لك الخير .
وربما كان تنغيصهم لك سبب في دفعك للإجتهاد والنجاح ، فكثيرين يرون أن دفع أبنائهم للنجاح لا يكون إلا بهذه الطريقة التي يتعاملون بها معك .
ولأنهم أهلك وأقرب الناس إليك فأنت مطلوب منك برهم وحبهم والرأفة بهم ، أياً كانت الطريقة التي يتعاملون بها معك لا عليك سوي إحسان الظن بهم والإحسان إليهم والبر بهم والتسامح معهم لا أقول لك هذا الكلام إعتباطاً ، لكنني
أقوله عن تجارب جمة ، فالكراهية لا تعالج بالكراهية ، لكن الحب والتسامح خاصة مع أقرب الناس إلينا هو دائماً خير .
دواء ، فالكراهية لا تنتج إلا مزيد من الكراهية ، وأكم من حروب إشتعلت وأرواح أزهقت بسبب كلمة ، وكم من مشكلات إنتهت وحيوات جديدة بدأت بسبب كلمة طيبة ، فالكلمة الطيبة صدقة ، والحب يصنع المعجزات ويفتح كافة الأبواب والقلوب المغلقة بأقفال من حديد .
جربي حبيبتي أن تغيري طريقتك في التعامل مع والديك بالحب والعطف والحنان وجلب الهدايا البسيطة والإهتمام بهم والإستماع إليهم . جربي أيضاً أن تغيري طريقتك في التعامل مع الحياة بأكملها ، وغيري نظرتك لنفسك .
وصدقيني إن حياتك ستتغير تماماً ، بل وستجدين أيضاً أنك تجتذبين الأصدقاء والزملاء وسيكون لك مجتمع كبير يحبونك لا تقعدي محبطة حزينة وحيدة وتنتظري أن يتغير العالم من حولك ، بل إبدأي أنت بتغيير العالم حولك إلي الأحسن
والأفضل ، وكلمة دوماً أقولها لكل محبط ، إصنعي من الثمرة المرة شراباً حلواً إبتسمي للحياة وتفاءلي بالخير
وسامحي الكل ، كما كان الراحل د. ابراهيم الفقي يقول لنا دوماً في “سامح فذلك أرخص وأسهل “ سامحي الكل الأهل والدنيا والحياة ، وتصالحي قبل كل شيء مع نفسك ، ولا تبخسيها قيمتها وإعلمي أنك جديرة بالحياة المحترمة الحقيقية .